تقييم المستخدمين: / 2
سيئممـتاز 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

دعونا قبل أن نوضح شكل وسم الأسرة وتفاصيل أكثر عنه نستطرد قليلاً في هذا الموضوع فالجيل الجديد يحتاج الى معلومات عن هذا الموضوع وعن تفاصيله ..

كانت حياة القبائل العربية في  هذه الجزيرة إلا ما تحضر منها تعتمد على التنقل وعدم الاستقرار، وتتبع مواطن الكلأ والرعي أينما كان، منذ العصر الجاهلي إلى زمن قريب جداً وهو نصف القرن الماضي حيث بدأ الإستقرار والتحضر في  المدن والقرى، وقل الإعتماد على الإبل والغنم كثروة ووسيلة للتنقل وكان أهم أموال هذه القبائل المتنقلة وثروتها الحقيقية هي بهيمة الأنعام وخاصة الإبل والغنم التي لها خاصية التنقل معهم متى شاؤوا، ومنها غذاؤهم وكساؤهم ومسكنهم وركوبهم،،

وصدق الله العظيم إذ يقول : ( والأنعامَ خلقها لكم فيها دفءٌ ومنافعُ ومنها تأكلون . ولكم فيها جمالٌ حين تريحون وحين تسرحون . وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤف رحيم ) ( الآيات 5،6،7 سورة النحل ) ونظراً لما يحصل من تجاور لأفراد هذه القبائل وتزاحم البعض على المراعي وموارد المياه فلا بد من اختلاط أنعامهم، وهي التي تتشابه كثيراً مما يصعب التمييز بينها بل قد يتعذر أحياناً معرفة الإنسان ما يخصه، لذا جاء في المثل الشعبي يخلق من الشبه أربعين هذا في الإنسان فكيف بالحيوان ؟ والغالب أن الفحل في  ذود الإبل أو قطيع الغنم واحدٌ يختارونه لأصالته وحسن نسله ومن هذا جاء التشابه ولما كان هذا التشابه مشكلة بل معضلة تحتاج إلى حل فكَّر العربي في هذه الجزيرة في  إيجاد رموز وأشكال معيَّنة ثابتة باقية ما بقي الحيوان على قيد الحياة واهتدى بفطرته إلى الكي بالنار حيث لا يتغير أثره على مر الزمن، وهو كالعلامة الفارقة في عصرنا الحاضر لإحدى المؤسات أو الشركات، أو الماركة المسجلة على منتجات أحد المصانع وأصبح الوسم عادة مألوفة في هذه الجزيرة عند الحاضرة والبادية،

أما الوسم عند الحاضرة في قراها فلا يقل شأنه عن البادية، ولما كانت الحاضرة جل ثروتها هي العقارات الثابتة من نخيل ودور كان اعتمادها على الأنعام أقل، فهم يمتلكون الإبل للسني عليها والسفر وطلب الرزق وتكثر عند الجماَّلين، كما يهتمون بتربية الأغنام فلا يخلو بيت منها, ومنهم المقل ومنهم المستكثر، فالبلدة ( النجدَّية ) المتوسطة يكون فيها ثلاثة رعاة أو أكثر وتبلغ رعيَّة الراعي مئتين من الماعز والضأن يسرح بها مع طلوع الشمس ويعود مع غروبها ونتيجة لاختلاطها فهم يَسمُونها مثل البادية وتزيد الحاضرة باقتنائها البقر وخاصة عند الفلاحين إلا أنها لا توسم عادة .

الوسم لغة : قال في القاموس المحيط ج : 4 وسم الشيء : علامته واللفظ الموضوع على الجوهر والعرض للتمييز وفي مختار الصحاح للرازي وسَمَه يسمَةً : إذا أثَّر فيه بسمةٍ وكي، والوسمي : مطر الربيع ( الأول ) لأنه يسم الأرض بالنبات نسب إلى الوسم، والأرض موسومة و ( الميسَم ) المكواة وجمعه مياسم، وفلان موسوم بالخير، وقد توسمت فيه الخير وفي لسان العرب الوسم أثر الكي، وموسوم : أي قد وسم بسمة يعرف بها إماكيَّة أو قطع أذن أو قرمة تكون علامة له، ومنها الصفة موسوم بالخير .

يتبع قريباً ...